لندن- متابعات: أظهرت دراسة صينية نشرت نتائجها السبت، أن المرضى الذين تسجل لديهم معدلات مرتفعة من السكر في الدم، يواجهون خطرا مضاعفا بالوفاة جرّاء “كوفيد-19”.
وتعد هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها علماء أن المرضى الذين يسجلون معدلات عالية من السكر في الدم من دون تشخيص إصابتهم بالسكري، يواجهون خطرا أكبر بالموت من “كوفيد-19″، وفق ما ورد في مجلة “ديابيتولوجيا” العلمية.
وحللّ الباحثون معدلات الوفيات لـ605 مرضى بكوفيد-19 في مستشفيين في مدينة ووهان الصينية، وأشاروا إلى أن معدلات السكر المرتفعة في الدم “مرتبطة” بمعزل عن كل العوامل الأخرى بازدياد خطر الوفاة والمضاعفات جرّاء كورونا، كما استند معدّو الدراسة إلى بحوث سابقة أجريت على مرضى السكري.
وفي فرنسا، قضى مريض من كل عشرة مصابين بكوفيد-19 يعانون أيضا من السكري، وهي نسبة أعلى من تلك المسجلة لدى المصابين بالفيروس من غير مرضى السكري، وفق ما أظهرت دراسة نشرتها المجلة عينها في مايو.
ولا يزال سبب ازدياد معدلات الوفاة لدى مرضى كوفيد-19 جرّاء السكري غير مؤكد، حسبما نقلت “فرانس برس”
وقال الباحثون في الدراسة، إن تخثر الدم والتفاعل المفرط لجهاز المناعة قد يكون له دور في هذا الموضوع.
ودعا معدو الدراسة المستشفيات إلى إجراء فحوص لجميع مرضى كوفيد-19 لمعرفة مستويات السكر لديهم، خلافا للتوصيات بحصر ذلك بالمرضى المثبتة إصابتهم بالسكري.
غير أن باحثين غير مشاركين في الدراسة حذروا من حدود هذه الدراسة، إذ قال أستاذ علوم الأيض في جامعة غلاسكو نافيد ستار: “إنه تقرير جيد لكنه يتماشى تماما مع التوقعات”، مضيفا: “ما لا يمكن للباحثين تأكيده هو ما إذا كان الاستهداف المتفاوت لمستويات السكر في الدم لدى المرضى يقود إلى فروق في النتائج”.
وكانت دراسة سابقة أعدها باحثون من جامعة ووهان الصينية، في أبريل الماضي، قد أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم لديهم فرصة أكبر بكثير للإصابة بسلالات أكثر قوة من فيروس كورونا.
وأشارت الدراسة إلى أن “كوفيد 19” الناجم عن فيروس كورونا، يزيد فرص حدوث ظاهرة تعرف باسم “عاصفة السيتوكين”، التي تؤدي إلى إنتاج الكثير من الخلايا المناعية.
وذكر شي ليو من جامعة ووهان، أن هذا الارتفاع في إنتاج الخلايا المناعية يحدث غالبا في الرئتين، ويزيد من خطر وفاة المريض بالفيروس.