تقنية
تسبب إدماناً للأطفال والشباب.. عشرات الدعاوى القضائية ضد “ميتا”
دعاوى قضائية ضد شركة “ميتا” بسبب تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للأطفال والشباب
قدمت عشرات الولايات الأميركية دعاوى قضائية ضد شركة “ميتا بلاتفورمز” ومنصة “إنستغرام” التابعة لها، متهمة إياها بأنها تسببت في أزمة للشباب من خلال التأثير على صحتهم العقلية والنفسية وذلك بدفعهم إلى إدمان منصات التواصل الاجتماعي.
وفي شكوى قُدمت قال ممثلو الادعاء العام في 33 ولاية بما في ذلك كاليفورنيا ونيويورك، إن شركة “ميتا” التي تدير أيضا “فيسبوك”، ضللت الجمهور مرارا وتكرارا بشأن مخاطر منصاتها، ودفعت الأطفال الصغار والمراهقين عن قصد إلى الاستخدام القهري المسبب للإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء في الشكوى المقدمة في المحكمة الاتحادية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا “سخرت شركة ميتا تقنيات قوية وغير مسبوقة لإغراء الشباب والمراهقين وإشراكهم والإيقاع بهم في نهاية المطاف. دافعها هو الربح”.
ويشكل الأطفال منذ فترة طويلة فئة سكانية جذابة للشركات التي تأمل في جذبهم كمستهلكين في الأعمار التي قد يكونون فيها أكثر قابلية للتأثر.
وبالنسبة لـ”ميتا” فإن المستهلكين الأصغر سنا يساعدون وبشكل حيوي في جذب المزيد من المعلنين الذين يأملون في أن يستمر الأطفال في شراء منتجاتهم عندما يكبرون.
لكن الولايات التي قدمت دعاوى قضائية قالت إن الأبحاث أظهرت الرابط بين استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة “ميتا” وشعورهم “بالاكتئاب والقلق والأرق والتدخل في التعليم والحياة اليومية والعديد من النتائج السلبية الأخرى”.
ورفعت 8 ولايات أميركية أخرى وواشنطن العاصمة دعاوى قضائية مماثلة ضد شركة “ميتا” ، ليصل إجمالي عدد الجهات التي اتخذت إجراءات ضد الشركة التي يقع مقرها في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا إلى 42.
فخ «التصيد الاحتيالي»
كيف تتجنب الوقوع فيه؟
رسائل التصيد الاحتيالي مختلفة. فقد تُفاجأ برسالةٍ على جهازك تطلب منك تحديث أحد البرامج أو التطبيقات، أو بأخرى تزفّ لكَ خبر فوزك بجائزة قيّمة وعليك تسجيل بياناتك للحصول عليها. ولعلّك وأنت تتصفح موقعاً معيّناً، تمّت إحالتك إلى موقعٍ آخر.
كلُّ ذلك ليس صدفةً ولن تصلك رسالة عن طريق الخطأ، بل إنها حِيَل يلجأ إليها القراصنة بهدف الإيقاع بك للوصول إلى بياناتك الشخصية والمصرفية، من خلال ما يُعرف بفخّ التصيد الاحتيالي.
منذ العام 2020، ارتفعت هجمات الهندسة الاجتماعية ارتفاعاً ملحوظاً، فقد أوجدت جائحة كورونا بيئة مثالية يسودها الخوف والمعلومات المضللة عبر الشبكات غير الآمنة؛ مما أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة الإلكترونية.وبحسب التقديرات، فإن حوالي 75 % من المؤسسات قد أبلغت عن تعرّضها لهجومٍ احتيالي، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
التصيد الاحتيالي، وفقاً للتعريف العلمي، هو:
«الممارسة الاحتيالية من خلال رسائل إلكترونية، تزعم أنها صادرة من شركات مرموقة، لحثّ الأفراد على الكشف عن معلوماتهم الشخصية، مثل: كلمات المرور، وأرقام بطاقات الائتمان».
فهو هجوم معقد من خلال ما يُسمّى بـ«الهندسة الاجتماعية»، يهدف إلى إغراء الضحية بالكشف طواعية عن معلومات حساسة، ويعتمد على قصة أو صورة معينة لتقديم نفسه على أنه جهة شرعية.
وهو طريقة خطرة وفعالة للقرصنة التي يرتكبها مجرمو الإنترنت الهواة، وذوو الخبرة على حد سواء، وقد أصبح أكثر تعقيداً مع مرور السنين. فنحو 32 % من إجمالي الانتهاكات كانت تصيداً احتيالياً، وحوالي 64 % من المؤسسات أبلغت عن تعرّضها لمحاولات تصيّدٍ، مرة واحدة على الأقل في تاريخها.
وغالباً ما يتم التصيد عبر مرفقات ضارة في رسائل البريد الإلكتروني، ومتخفية في هيئة ملفات PDF أو ملفات Word.
كثيرة هي الطرق التي يلجأ إليها القراصنة للحصول على بيانات المستخدم، بدءاً من الادّعاء بأنهم موظفو بنوك، وصولاً إلى الادعاء بأنهم من أفراد الأسرة أو الأصدقاء ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة. وما الهدف من هذه المحاولات سوى سرقة الأموال من الحسابات البنكية، أو اختراق البيانات الحساسة للمستخدم.
مجلة «فينانس تست» الألمانية أوضحت أن اهتمام القراصنة والمحتالين ينصبّ حالياً على كلمات المرور الخاصة بالحسابات المصرفية عبر الإنترنت، أو خدمات الدفع الإلكتروني، بالإضافة إلى بيانات الوصول الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي أو الحصول على الأرقام الهاتفية.
وعادة ما يستدرج القراصنة ضحاياهم إلى مواقع ويب مزيفة، ويُطلب منهم إدخال البيانات الخاصة بهم؛ لكن لم تعد هجمات التصيد الاحتيالي للبيانات تقتصر على رسائل البريد الإلكتروني فقط.
فقد يتظاهر المحتالون على منصات التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الدردشة الفورية، بأنهم أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة الفورية.
أشكال التصيد الاحتيالي
يبلغ متوسط تكلفة الأضرار، الناتجة عن خرق البيانات، حوالي 3.92 مليون دولار. وكل 40 ثانية تقريباً يحدث هجوم إلكتروني في الولايات المتحدة.
حتى كبرى الشركات ليست في مأمن تام من التصيد الاحتيالي؛ فقد تعرضت شركات، مثل فيسبوك وجوجل لهجمات تصيد احتيالي ضخمة؛ مما تسبب في خسائر بلغت نحو 100 مليون دولار، وفقاً لموقع CNBC الأميركي.
يمكن تنفيذ هجمات التصيد بطرق مختلفة ومتعددة، تعتمد جميعها على المُهاجم وهدفه، والمعلومات التي يحاول تأمينها. وفي ما يلي نظرة شاملة على أشكال تصيّد البيانات الشائعة حالياً:
تزوير العناوين:
يُعد تزوير العناوين (Pharming) هجوماً إلكترونياً يعيد توجيه تدفق حركة المرور بالكامل إلى موقع ويب آخر ضار، يتمكن من خلاله القرصان من سرقة المعلومات والتلاعب بالمستخدمين للإفصاح عن بيانات الاعتماد أو تنزيل البرامج الضارة.
اختراق بيانات:
يحدث عندما تنكشف بيانات حساسة، شخصية أو تجارية، عن طريق الدخول غير المصرح به إلى نظام أو تطبيق، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الكشف عن أرقام بطاقات الائتمان مثلاً، أو أرقام الضمان الاجتماعي والتوجيه المصرفي، وغيرها.
وقد حدثت أكبر عملية اختراق للبيانات حتى الآن عام 2020، على موقع البالغين CAM4، مما أدى إلى كشف 10 مليارات سجل.
سرقة بيانات تسجيل الدخول:
تحدث سرقة بيانات تسجيل الدخول عندما يحصل المُقرصِن على معلومات تسجيل الدخول من الضحية، عبر هجوم تصيد احتيالي.
ويتم اختراق بيانات تسجيل الدخول بسهولة، خاصةً عندما يقوم نحو 65 % من الأشخاص بإعادة استخدام كلمات المرور ذاتها. وللأسف، لا يعرف بعضهم أنه تم اختراق أوراق اعتمادهم إلا بعد فوات الأوان، حين يعني ذلك أنهم سيتكبّدون أضراراً مالية أو شخصية كبيرة.
طريقة سمشنغ:
في الـ«سمشنغ» (Smishing)، يعتمد القراصنة على الرسائل النصية القصيرة، وينصبونها فخاً لتشجيع الضحايا في الكشف عن بياناتهم. ومن ضمن الوسائل الشائعة والخطيرة هنا إطلاق الحملات الإعلانية أو بلاغات الأخطاء عن طريق الرسائل النصية القصيرة، والتي لا تكون موجودة أصلاً.
التصيد بالرمح:
يستهدف «التصيد بالرمح» (Spear Phishing) مجموعة معينة من الأشخاص، مثل موظفي شركة معينة. أما الطريقة المعروفة باسم «صيد الحيتان» (Whaling) فإنها تستهدف «الأسماك الكبيرة» بشكل خاص، الأثرياء.
وكذلك يشير مصطلح «فشنغ» (Vishing) إلى أسلوب آخر للتصيد الاحتيالي من خلال تصيّد البيانات عن طريق الصوت، ولا يعني أكثر من تصيد البيانات عن طريق محاولات التلاعب والاحتيال عن طريق الاتصالات الهاتفية.
جوجل تحذر من هجمات الهندسة الاجتماعية
نشرت شركة جوجل ملفاً كبيراً حول عمليات الاحتيال والنصب الإلكتروني في إطار ما أطلقت عليه «الهندسة الاجتماعية». وقد جاء في الملف: «باستخدام الهندسة الاجتماعية يتلاعب القرصان بالضحية لحثها على اتخاذ إجراء سريع بمعلومات خادعة».
يستغل خوف الضحية من أن ترفع مصلحة الضرائب قضية ضدّها، فيرسل لها رسالة نصية مع دعوة عاجلة لاتخاذ إجراء («تصرف الآن وإلا ستفرض مصلحة الضرائب غرامة عليك»)، ومن ثم يقود الضحية إلى موقع أو رقم هاتفٍ ضار.
وتتضمن الأمثلة الأخرى الأكثر تعقيداً أشياء مثل رسالة مخادعة من زميل/مسؤول أعلى، أو رسالة تحتوي على معلومات مؤكدة عن المستلم.
وفي تعريفها، أوضحت جوجل أن الهندسة الاجتماعية هي محتوى يخدع الزائرين لحثهم على تنفيذ إجراءات خطرة، مثل الكشف عن معلومات سرية أو تنزيل البرامج.
وإذا اكتشف محرك البحث جوجل أن موقعك الإلكتروني يتضمّن محتوى هندسة اجتماعية، قد يعرض متصفّح كروم Chrome التحذير التالي «أنت بصدد الانتقال إلى موقع إلكتروني مخادع»، عندما يحاول الزائرون دخول موقعك الإلكتروني.
محاكاة الروابط
جوجل أوضحت أنه غالباً ما يتم استخدام محاكاة الروابط، جنباً إلى جنب مع الهندسة الاجتماعية. ولو أخذنا عمليات الاحتيال الخاصة بمصلحة الضرائب كمثال، وفيها يتم التلاعب بالضحية حتى يعتقد أنه مدين بأموال لمصلحة الضرائب، فينقر على الرابط المقدم والذي يبدو للوهلة الأولى شرعياً، وقد يحتوي على عنوان URL «الصحيح» لموقع ويب مصلحة الضرائب.
ومع ذلك، بمجرد النقر عليه، يتم إعادة توجيه المستخدم إلى موقع ويب وهمي حيث يتم طلب معلوماتهم. غالباً ما يقع ضحية هذه الهجمات الأشخاص ذوو المهارات التكنولوجية البسيطة.
ماذا يحدث عند الضغط على رسائل التصيد الاحتيالي؟
يعمل رابط التصيد الاحتيالي بطريقتين، فهو:
إما يُعيد توجيه الضحية إلى موقع ويب وهمي آخر.
أو يثبت برامج ضارة/فيروسات على الجهاز أو الشبكة.
هجوم التصيد قد يعطل الشبكة التجارية بالكامل، من خلال الاستيلاء عليها أو سرقة المعلومات. وفي حال الهجوم، قد يجبر الشركة على إغلاق خدماتها عبر الإنترنت لفترة غير محددة من الوقت؛ مما يتسبب في خسائر كبيرة في الإيرادات إلى جانب الأضرار الأخرى الناجمة عن البرامج الضارة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك غرامات تنظيمية يمكن أن تتكبدها الشركات، مما يؤثر سلباً على سمعة الشركة، في حال حدوث خرق.
أنواع هجمات الهندسة الاجتماعية:
هناك عدة أنواع وطرق لهجمات الهندسة الاجتماعية، منها:
التصيّد الاحتيالي:
يخدع الموقع الإلكتروني المستخدمين، لحثهم على الكشف عن معلوماتهم الشخصية. في هذه الحالة، يدّعي المحتوى، من خلال التصميم والمظهر أو الوظيفة، أنه جهة موثوق بها، مثل متصفّح أو نظام تشغيل أو مصرف أو حكومة.
المحتوى المخادع:
يحاول المحتوى خداعك وجعلك تنفذ إجراءات لا تقوم بها عادةً إلا مع جهة موثوق بها، مثل مشاركة كلمة مرور أو الاتصال بفريق الدعم الفني أو تنزيل برامج. أو عن طريق إعلانٍ يدّعي كذباً أن برنامج الجهاز قديم، ويدفعك نحو تثبيت برنامجٍ غير مرغوب فيه.
خدمات خارجية غير مكتملة التصنيف:
الخدمة الخارجية هي شخص يدير موقعاً إلكترونياً أو خدمةً بالنيابة عن جهة أخرى. إذا كنت (طرفاً ثالثاً) تدير موقعاً إلكترونياً بالنيابة عن طرف آخر (أول)، من دون أن توضّح هذه العلاقة، فقد يتم الإبلاغ عن هذا السلوك باعتباره هندسة اجتماعية.
على سبيل المثال، إذا كنت (الطرف الأول) تدير موقعاً إلكترونياً خيرياً، يستخدم موقعاً إلكترونياً (الطرف الثالث) يتولّى جمع التبرعات لموقعك الإلكتروني. على موقع إدارة التبرعات أن يحدّد بوضوح أنه منصة خارجية تتصرف بالنيابة عن الموقع الإلكتروني الخيري، وإلّا يمكن اعتباره من مواقع الهندسة الاجتماعية.
وتحمي ميزة التصفّح الآمن من جوجل Google مستخدمي الويب، من خلال تحذيرهم قبل زيارة الصفحات التي تمارس باستمرار الهندسة الاجتماعية.
أمثلة على أساليب هجمات الهندسة الاجتماعية
نافذة تحاول حث المستخدم على تثبيت تطبيقٍ غير مرغوب فيه.
نافذة مخادعة للمستخدم تهدف إلى دفعه لتثبيت برامج ضارة.
نافذة تحاول إقناع المستخدم بضرورة تحديث المتصفّح.
صفحة مزيّفة لتسجيل الدخول إلى جوجل.
أمثلة على الإعلانات المخادعة
تظهر هذه الإعلانات كجزءٍ من واجهة الصفحة، وليس باعتبارها إعلانات.
إعلان مخادع يدّعي أنه تحديث لمشغِّل الوسائط على الصفحة.
نافذة منبثقة مخادعة تدّعي أن برنامج الجهاز الخاص بالمستخدم قديم.
إعلان مخادع يدّعي أنه أداة تثبيت لأحد المكونات المطلوبة.
نافذة منبثقة مخادعة تدعي أن مصدرها مطوّر برنامج FLV.
إعلانات مخادعة تدعي أنها أزرار وحدة التحكم في التشغيل على صفحة المضيف.
إعلانات بهيئة أزرار إجراءات للصفحة.
كيف تحمي نفسك وأسرتك من التصيّد الاحتيالي؟
أول ما يمكنك فعله لحماية نفسك أثناء استخدام الإنترنت هو أن تعتمد على المنطق، قبل الإفصاح عن أي معلومات حساسة.
وعندما تتلقى تنبيهاً من المصرف الذي تتعامل معه، أو من أي مؤسسة كبرى أخرى، لا تنقر أبداً على الرابط الذي يظهر في البريد الإلكتروني. بل، افتح نافذة المستعرض لديك واكتب العنوان مباشرةً -في حقل عنوان الموقع- لتتأكد من أن الموقع حقيقي.
هناك مؤشر مهم آخر للدلالة إلى موقع تصيّد احتيالي: ستجد أخطاء مطبعية في الرسالة، ولن يبدو الموقع محترفاً، لأن أغلبية المتطفلين يتسرّعون في إنشاء مواقع التصيد الاحتيالي.
برنامج أمن الإنترنت
من أبسط الطرق لحماية نفسك أن تلجأ إلى تثبيت برنامج أمن الإنترنت المناسب، وأن تستخدمه على جهازك. فبرنامج أمن الإنترنت ضروري لأي مستخدم، لأنه يوفر طبقات متعددة من الحماية في مجموعة واحدة تسهل إدارتها.
بالدمج بين جدار الحماية ومكافحة البريد الإلكتروني العشوائي ومكافحة البرامج الضارة في حزمة واحدة، يمكنك توفير نُسخ احتياطية إضافية تحمي النظام لديك من التعرض للخطر في حال نقرت على رابط خطير.
وإلى جانب استخدام القوائم السوداء المحددة مسبقاً، التي أنشأها باحثون في مجال الأمن، تتمتع برامج مكافحة البريد الإلكتروني العشوائي بقدرات معلوماتية تمكنها مع الوقت من تمييز العناصر الهامة من غير الهامة. .فعلى الرغم من ضرورة تيقّظك الدائم، ستشعر بالارتياح أكثر لمعرفتك أن البرنامج يعمل أيضاً على تصفية العناصر التي قد تسبّب مشاكل.
ويشمل البرنامج مكافحة البرامج الضارة، لمنع أنواع أخرى من التهديدات. وعلى غرار برامج مكافحة البريد الإلكتروني العشوائي، تتم برمجة مكافحة البرامج الضارة من قِبل الباحثين في مجال الأمن لاكتشاف البرامج الضارة حتى أكثرها تخفياً.
ومع تلقي تحديثات مستمرة من المورّدين، يستمر البرنامج في اكتساب المزيد من الذكاء والقدرة على مواجهة أحدث التهديدات. كذلك، باستخدام حزمة مجانية لمكافحة البرامج الضارة، يمكنك أن تحمي نفسك من الفيروسات المتنقلة وغيرها.
ومن ضمن الإجراءات الوقائية الجيدة ضد تصيد البيانات، عدم الوقوع ضحية فخ الإلحاح، وإعادة الاتصال بالشخص أو المؤسسة التي يدّعي القراصنة التحدث باسمها.
وإذا سقطتم في هذا الفخ، قوموا بحظر الحسابات التي يحتمل تعرضها للاختراق، وغيّروا كلمات المرور بسرعة. أما في حالة سرقة الأموال، فأبلغوا الجهات المسؤولة، وتحققوا من إجراءات التأمين ضد هجمات التصيد الاحتيالي.
تقنية المباني الخضراء.. زيادة الرفاهية وتخفيض التكاليف
أحد أكثر الأشياء أهمية في الحياة هو المنزل، ولهذا السبب يحاول الجميع استخدام أفضل المواد المتاحة لبناء المنزل، بالإضافة إلى أفضل موقع واتجاه لمنزلهم، غير أن أثر ذلك المبنى أو المنزل على البيئة يعدّ أحد الاعتبارات الأساسية لتغيُّر المناخ.
وفقًا لمجلس المباني الخضراء العالمي: “البناء والتشييد مسؤولان عن 39% من جميع انبعاثات الكربون في العالم”، وتتحمل الشركات مسؤولية خفض استهلاك الطاقة في المباني وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
في عالمنا اليوم يزداد الدعم الدولي للقضايا البيئية، لذا يعدّ من الضروري أن يبدأ المرء من منزله، فلا توجد طريقة تحافظ بها على البيئة أفضل من إعادة تصميم منزلك بطريقة صديقة للبيئة.
المباني الخضراء
تُعرِّف وكالة حماية البيئة الأمريكية المباني الخضراء أو المباني المستدامة بأنها تستخدِمُ عمليات صديقة للبيئة وموفِّرة للموارد طوال دورة حياة المبنى، في مجالات مثل البناء والتجديد والتشغيل والصيانة والهدم.
المبنى الأخضر ليس أكثر من مبنى تمَّ بناؤه باستخدام مواد قابلة لإعادة الاستخدام، ومواد أخرى تجعل المبنى فعّالًا وصديقًا للبيئة، وتحافظ المباني الخضراء على الموارد الطبيعية الثمينة وتحسِّن نوعية حياتنا.
أما الفوائد الاقتصادية، فوفقًا لتقرير المجلس العالمي للمباني المستدامة، يكون توفير الطاقة من 25% إلى 35%، وتوفير المياه يصل حتى 39% مقارنة بالمباني التقليدية.
أما من الناحية الاجتماعية، تساعد المباني المستدامة على تحسين نوعية الحياة، من خلال تعزيز صحّة الأفراد ورفاهيتهم وراحتهم، بسبب استخدام تقنيات العزل الحراري والصوتي، وتحسين إدارة الطاقة والإضاءة.
الهدف العامّ للمباني الخضراء هو تقليل الآثار السلبية للمباني على البيئة، بما في ذلك انبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة الأخرى، وكذلك استنفاد موارد الأرض من خلال الحصاد غير المسؤول لمواد البناء.
التحديات التي تواجه المباني الخضراء هي أن ارتفاع تكاليف التصميم الأولية والبناء تمثّل العقبات الأعلى لمشاريع المباني المستدامة، رغم أنها مربحة على المدى الطويل، بالإضافة إلى قلة الوعي العام عند الشعوب بأهمية هذه المباني وعدم حصولها على الدعم السياسي الكافي.
خصائص المباني الخضراء
لتقييم استدامة المبنى، ينبغي الحصول على شهادة LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي)، وهي اعتراف رسمي مقبول دوليًّا، تحدِّد ما إذا كان البناء يستحق أن يُعتبَر مستدامًا.
تؤسِّس شهادة LEED نظام نقاط يعتمد على أقسام مختلفة، تتعلق بالتصميم والبناء من خلال هذه النقاط أو الخصائص أدناه، التي يمكن اعتبار المبنى من خلالها أخضر أو مستدامًا:
– الموقع والنقل: لا تقُم بالبناء في مواقع حساسة بيئيًّا، وتوفير وسائل النقل العام لتقليل استخدام السيارات الخاصة.
– المواقع المستدامة: حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها وتقليل التلوث واستخدام الموارد الطبيعية وتسهيل التفاعل مع الطبيعة.
– كفاءة استخدام المياه: قلِّل من استخدام المياه أثناء البناء ووفِّر آليات لتقليل البصمة المائية للمبنى.
– الطاقة والجو: تقليل استهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة للحدّ من التلوث.
– المواد والموارد: قُم بدمج أنظمة إعادة التدوير واستخدام المواد المستدامة وتوفير أكبر عدد ممكن من الموارد أثناء البناء.
– جودة البيئة الداخلية: معالجة جودة المساحة لشاغليها، مثل نظافة الهواء والتحكُّم الحراري والتلوث الضوضائي.
– ابتكار التصميم: تنفيذ استراتيجيات الاستدامة المبتكرة أثناء بنائه.
– الأولوية الإقليمية: تحقيق التحسينات للمكان الذي يوجد فيه من حيث البيئة والعدالة الاجتماعية والصحة العامة.
تقنية المباني الخضراء
تغطي تقنية المباني الخضراء، والمعروفة أيضًا باسم “تقنية البناء المستدام”، كل شيء بدءًا من التدفئة الحرارية الأرضية وحتى الأجهزة الموفِّرة للطاقة، ما يعني أن المبنى مصمَّم بطريقة تستهلك طاقة أقل، وتتمتّع بمرونة تصميم كبيرة، وتكلفة صيانة منخفضة، وجودة هواء محسَّنة، وما إلى ذلك.
وفقًا للبيانات، تستهلك أنشطة البناء والتشييد في جميع أنحاء العالم 3 مليارات طنّ من المواد الخام كل عام؛ باستخدام تقنية المباني الخضراء، يمكننا تقليل هذا الرقم دون المساس بمتانة وقوة هياكلنا.
%40-30 من المباني التجارية عادة ما تكون شاغرة في أي وقت، حيث تقوم التكنولوجيا الخضراء تلقائيًّا بإيقاف تشغيل الأضواء عندما يكون المبنى شاغرًا، وضبط خيارات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والتبريد.
يمكن لمالكي المباني تحقيق توفير يصلُ إلى 30% في نفقات الطاقة الخاصة بهم، من خلال التخلُّص من استخدام الطاقة غير الضروري بهذه الطريقة.
غالبًا ما تُستخدَم الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح، كمصدر طاقة متجدِّدة للتدفئة والكهرباء، بحيث يكون أي مبنى سكني أو تجاري قادرًا ليس فقط على تلبية احتياجاته الخاصة ولكن على توليد الكهرباء وتخزينها، كما تعدّ إعادة التدوير وتقليل النفايات من السمات ذات الأهمية الكبرى في العمارة الخضراء.
متلازمة المباني المريضة
لقد وثّقت العديد من الدراسات حالات “متلازمة المباني المريضة”، وهي المباني التي لا تراعي المعايير البيئية وخاصة المباني القديمة، فيما يخصّ استهلاك الطاقة وزيادة الانبعاثات ذات الصلة، مثل ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة كالميثان والأوزون وأكسيد النيتروز والغازات الفلورية.
فضلًا عن جودة الهواء الداخلي التي تعدّ أشد خطورةً من الهواء الخارجي، من جهة تأثيرها السلبي المباشر على صحّة السكان نتيجة سوء التهوية الطبيعية، ومستوى الرطوبة العالية التي توفر بيئة مناسبة لنمو الفطريات والميكروبات، أو الرطوبة المنخفضة التي تزيد من تراكم الغبار، والتذبذب في درجات الحرارة الذي يتسبّب في ظهور المواد العضوية المتطايرة والفطريات.
تتصف المباني والمدن المريضة بـ 3 صفات رئيسية، وهي:
– استنزاف في الطاقة والموارد.
– تلويث البيئة بما يخرج منها من انبعاثات غازية وأدخنة أو فضلات سائلة وصلبة.
– التأثير السلبي على صحّة مستعملي المباني نتيجة استخدام مواد كيماوية التشطيبات أو ملوِّثات أخرى مختلفة.
أفضل تقنيات صديقة للبيئة
يتّخذ المهندسون المعماريون والمطوِّرون خطوات للتخفيف من تأثير المباني على البيئة، ويتحولون إلى المباني الخضراء لتقليل التأثير على البيئة والبشر، من خلال التقنيات الآتية:
البنية التحتية الخضراء
تقوم البنية التحتية الخضراء بتصفية مياه الأمطار وامتصاصها حيث تسقط، وتقوم العديد من المجتمعات بتركيب أنظمة بنية تحتية خضراء بشكل متزايد، لتعزيز قدرتها على إدارة مياه الأمطار لمواجهة هذا التحدي.
الزجاج الكهربائي
يستخدِمُ الزجاج الكهربائي، المعروف أيضًا باسم الزجاج الذكي، دفعة صغيرة من الكهرباء لشحن الأيونات على طبقة النافذة وتغيير مقدار الضوء الذي يعكسه، ويسمح لك الزجاج الكهربائي باختيار كمية الضوء التي تريد إيقافها باستخدام أنظمة التحكم الذكية في المبنى.
على سبيل المثال، من المحتمل أن تحتوي ناطحات السحاب في المستقبل على نوافذ يتمُّ تلوينها تلقائيًّا أثناء النهار، وتصبح شفافة في الليل، إذ تقلِّل بنسبة 25% في تكاليف التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في المبنى.
نظام السقف البارد
السقف البارد هو سطح مصمَّم ليعكس المزيد من ضوء الشمس، ويمتصّ حرارة أقل من السقف القياسي، فتحت شمس الصيف يمكن أن تصل درجات حرارة الأسطح المصنوعة من الألواح الخشبية الداكنة إلى حوالي 150 درجة فهرنهايت، ما يضغط على أنظمة تكييف الهواء وبالتالي يزيد من انبعاثات الكربون.
الأجهزة الذكية
زيادة الأجهزة المنزلية الحديثة المجهّزة بتقنية مبتكرة، توفر الطاقة وتجعل حياتنا أسهل؛ على سبيل المثال يتمُّ توصيل الغسالات الذكية وغسالات الصحون والثلاجات بأجهزة قياس ذكية لجعلها موفِّرة للطاقة.
المباني الخالية من الطاقة
تمَّ تصميم المباني الخالية من الطاقة لإنتاج الكهرباء من خلال الطاقة المتجدِّدة، وبالتالي القضاء على الحاجة إلى الاتصال بالشبكة الكهربائية القياسية.
في الواقع، يستهلكُ المبنى الذي لا يحتوي على طاقة صفرية أي طاقة صافية سنويًّا، ولا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية لأنه يعتمد على مولدات الطاقة المتجدِّدة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تقدِّم الحكومة ائتمانًا ضريبيًّا لاستثمار الطاقة الشمسية بنسبة 30% من التكلفة الإجمالية للنظام، بينما توفِّر كاليفورنيا أموالًا إضافية للمستهلكين الذين يختارون الطاقة المتجددة.
أبرز المباني الخضراء في العالم
هناك عدة مبانٍ خضراء في العالم تمَّ بناؤها وفق المعايير التكنولوجية والهندسية الخضراء، وإليك أبرز 5 مبانٍ خضراء في العالم:
برج إيبردرولا، بلباو، إسبانيا
تمَّ تصميم برج إيبردرولا من قِبل المهندس المعماري سيزار بيلي، ويضمُّ المقر الرئيسي للمجموعة، وبسبب خصائصه يمثّل صفر ميل من الطاقة المتجددة.
إن هيكله الزجاجي المهيب الذي يبلغ ارتفاعه 165 مترًا، هو رمز مالي وتجاري في بلباو، ومعيار في التصميم المستدام وكفاءة الطاقة، كما يحتوي على حلقة لاستعادة الطاقة تقلِّل من انبعاثات الكربون.
مكتبة بيتو العامة في تايبيه، تايوان
أول مكتبة خضراء في تايوان تقع في بيتو بارك في تايبيه، إنه مبنى من طابقَين مصمَّم لتقليل استهلاك المياه والكهرباء بفضل النوافذ الكبيرة، والسطح مغطى جزئيًّا بالخلايا الكهروضوئية لتوليد الطاقة، وكذلك لتجميع مياه الأمطار لاستخدامها في المراحيض.
أكاديمية كاليفورنيا للعلوم، سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة
أُعيد بناء هذا المعهد البحثي ومتحف التاريخ الطبيعي بالكامل عام 2008، يقوم المبنى الجديد بإعادة تدوير مياه الأمطار، واستخدام الألواح الكهروضوئية، وتحقيق أقصى استفادة من الإضاءة الطبيعية وله سقف أخضر بمساحة هكتار واحد يحتوي على ملايين النباتات الأصلية في كاليفورنيا.
مبنى بكسل، ملبورن، أستراليا
أول مبنى مكتبي خالٍ من الكربون في أستراليا، نشأ كمكتب نموذجي للمستقبل، فلديه سقف أخضر بألواح شمسية لإنتاج طاقته الخاصة ويخزّن كل المياه التي يحتاجها، وتجعل واجهته غير المعتادة متعددة الألوان من الممكن الاستفادة من التهوية والإضاءة الطبيعية لتقليل استهلاك الطاقة.
مجموعة بارك رويال، سنغافورة
يقع هذا الفندق الفاخر في وسط سنغافورة، ويحتوي على 15 ألف متر مربّع من تراسات الحديقة، تُسمّى حدائق السماء، لإسعاد زواره.
تمَّ تصميم الحدائق بحيث تكون مكتفية ذاتيًّا وتستهلك الحدّ الأدنى من الطاقة من خلال استخدام الخلايا الشمسية وأجهزة استشعار الحركة وتجميع مياه الأمطار لإعادة التدوير اللاحقة.
التجارب العربية للمباني الخضراء
بعض الدول العربية بادرت في بناء المباني الخضراء، وكان لها بصمتها الإلكترونية العالمية وخصوصًا دول الخليج العربي، وهي:
مركز التجارة العالمي، المنامة، البحرين
يقع هذا المجمع المكوَّن من برجَين توأمَين بارتفاع 240 مترًا في مدينة المنامة، عاصمة البحرين، وهو أول ناطحة سحاب في العالم تدمج توربينات الرياح في تصميمها.
يغطيان معًا 15% من الاستهلاك النشط للأبراج، كلا المبنيَين اللذين على شكل أشرعة لتوجيه الرياح، مرتبطان بـ 3 جسور ولكلّ منهما توربين يبلغ قطره 29 مترًا.
مدينة مصدر، أبوظبي، الإمارات
مدينة مصدر التي تقع على بعد 17 كيلومترًا من وسط مدينة أبوظبي، بالقرب من مطار أبوظبي الدولي، هي من أبرز تلك الإنشاءات.
تتميز مدينة مصدر بكونها تستمدّ الطاقة اللازمة لها بالكامل من محطّةٍ لتوليد الطاقة الشمسية تعدّ الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تبلغ طاقتها الإنتاجية 10 ميغاواطات وتمتدّ على مساحة 22 هكتارًا، وتوفر الفائض من الطاقة للشبكة الرئيسية لأبوظبي.
تُستخدَم في هذه المدينة أيضًا النفايات البيولوجية للحصول على أسمدة عضوية، فيما يتم تحويل بعض هذه النفايات، عن طريق الحرق، إلى مصدر إضافي للطاقة، أما النفايات الصناعية، مثل البلاستك، فيتمّ إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها في أغراض أخرى.
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، السعودية
عند تأسيسها عام 2010، مثّلت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية أكبر مشروع في العالم من حيث المساحة يحصل على تصنيف LEED البلاتيني للمباني التي تُحافظ على البيئة، حيث تبلغ مساحة المشروع كاملًا 5.5 ملايين قدم مربّع على امتداد 27 مبنى.
حصلت الجامعة على هذا التصنيف نتيجة توظيفها الكثير من تقنيات الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المياه، حيث يوجد محطة لإعادة تدوير المياه تقوم بمعالجة كامل استهلاك مباني الجامعة للمياه.
تمتلك الجامعة أيضًا ألواحًا كهروضوئية بمساحة تتجاوز 16 ألف قدم مربّع، تُنتج طاقة كهربائية نظيفة تبلغ قدرتها 4 ميغاواطات.
تحويل المباني القديمة إلى خضراء
يمكن أيضًا استخدام تقنية البناء الأخضر في المباني القديمة الموجودة بالفعل، من خلال تطبيق الخطوات التالية:
– تركيب أجهزة التحكم في التدفُّق في صنابير الماء.
– استخدام الصنابير وصناديق الطرد الإلكترونية في الحمّامات لتوفير المياه.
– إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية الأخرى في حالة عدم الاستخدام لتوفير الطاقة.
– استخدام أنظمة جمع ماء المطر للحفاظ عليها.
– عدم تشغيل مكيّفات الهواء على درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية.
– استخدام ألواح الطاقة الشمسية في المناطق المستقبِلة لضوء الشمس لفترات طويلة خلال العام.
إذا كنت تقرأ وتتعلم عن هذه الأفكار المختلفة، سترى أن تطبيق هذه الإجراءات في أقرب وقت ممكن للحفاظ على البيئة ليس أمرًا صعبًا للغاية.
ختامًا؛ تقنية البناء الأخضر ليست صديقة للبيئة فقط، إنما اقتصادية أيضًا وتعتمدها العديد من شركات الإنشاءات حول العالم، كما تعدّ مثالًا رئيسيًّا على التطور الذي يلبّي حاجات الأجيال الحالية دون التفريط في احتياجات الأجيال المستقبلية.
كما توفِّر هذه التقنية كميات كبيرة من الطاقة التي يمكن استغلالها في مهامٍّ أخرى، وبالتالي تساعد على تقليل استخداماتنا للوقود الحيوي والمحافظة على البيئة.
“الميتافيرس” قادم.. هل تُفتح بوابة العالم الموازي قريبًا؟
في رواية Ready Player One للمؤلف إرنست كلاين، الذي تمّ تحويله إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه عام 2018، يهرب بطل الفيلم اليتيم المراهق من حياته القاتمة المليئة بالمصاعب في العالم الحقيقي إلى عالم آخر افتراضي بالكامل، حيث يضع الصبي سماعة أذنيه، يرتدي نظارات الواقع الافتراضي ويهرب إلى عالم افتراضي ثلاثي، يُطلق عليه اسم OASIS.
تقول الشخصية الرئيسية في المقطع الدعائي: “يأتي الناس إلى OASIS من أجل كل الأشياء التي يمكنهم القيام بها، لكنهم يستطيعون أن يكونوا الشخصية التي يريدونها والبقاء عليها”.
ويقول عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا المستوحاة من الخيال العلمي، إنه في يوم من الأيام قريبًا سنخرج جميعًا بعالم واقع افتراضي تفاعلي، مكتمِل بالألعاب والمغامرات والتسوق وعروض من عالم آخر، تمامًا مثل الشخصيات في الفيلم.
ما هو “الميتافيرس”؟
مصطلح Metaverse مشتق من كلمتَين: Meta وتعني “ما بعد”، وVerse وهي كلمة مشتقة من Universe أي الكون، وتعني الكلمة “عالمًا آخر موازيًا”، يمكن الدخول إليه من خلال نظارات خاصة أشبه بالـ VR، ويكون الداخلون إليه ممثَّلين بشخصيات أفاتار ثلاثية الأبعاد، وتتيح المؤثرات الإلكترونية فيه إمكانية التفاعل بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، ويمنح سلاسة في انتقال الصور الموجودة في العالم الحقيقي. تكمن الفكرة بوجود إنترنت تتواجد فيه بدل النظر إليه، وسيمكّن هذا الاختراع شخصًا يعيش على بُعد آلاف الأميال، أن يكون موجودًا معك في الغرفة نفسها.
من الناحية النظرية، يمكن تسجيل الدخول إلى “الميتافيرس” بشكل مشابه لتسجيل الدخول إلى الإنترنت، أنت فقط تستخدم نظارات مثبّتة على الرأس، وشكلًا من أشكال تتبّع الحركة، مثل معصم فيسبوك للتحكُّم بالأشياء.
لكي يكتمل المشروع، لا يمكن لأي شركة بمفردها أن تمتلك “الميتافيرس” على غرار الطريقة التي لا يمتلك بها أحد الإنترنت، لكن قد تحاول الشركات احتكار أركان معيَّنة فيه، تمامًا كما تهيمن مجموعة من شركات التكنولوجيا الكبيرة على المحتوى عبر الإنترنت اليوم، ويمكن للشركات القيام بذلك بشكل مشابه لكيفية جني الأموال من التطبيقات عبر خدمات الاشتراك وعربات التسوق والإعلانات.
يقول دينيس وايت، مؤسِّس شركة بلانك إكس آر للتكنولوجيا: “سيكون هناك لاعبون أقوياء بالتأكيد”، ويضيف: “بمجرد أن تتمكّن من ارتداء نظارات الواقع المعزَّز الجديدة الخاصة بك، وترى فجأة الشخصيات تتجول في ذلك العالم، عندها ستعرف أنك داخل “الميتافيرس””.
مع وجود العديد من الأجهزة التي تقدِّمها شركات مختلفة، من غير الواضح كيف يمكن أن تتحرك الشخصيات بينها. إحدى النظريات هي أن “الميتافيرس” سوف يلتقط إشارات من متصفّحات الويب. قال دانيال ليبسكيند، الرئيس التنفيذي لشركة توبيا، وهي منصة دردشة فيديو: “تمامًا كما يمكنك التبديل بين مواقع الويب على هاتفك الذكي، فقد تقفز شخصيتك الافتراضية بين الأنظمة الأساسية التي تمَّ إنشاؤها لتكون متوافقة مع بعضها البعض وشاملة”، ويضيف: “يجب أن يكون “الميتافيرس” عبارة عن مجموعة من التقنيات والخلفيات والواجهات التجريبية التي تلعب جميعها بشكل جيد معًا”.
فيروس كورونا يعجّل بالعملية
قال ماثيو بول، المدير التنفيذي السابق لشركة أمازون: “إن الوباء الحالي قد يلهم المزيد من الأفكار المساهِمة في مشروع “الميتافيرس”، حيث لفتت الأزمة بالفعل الانتباه إلى المحاولات الأخرى لإنشاء مجتمعات “ميتافيرس” أصغر ومركّزة”. وبحسب “بي بي سي”، تعمل كنيسة في الواقع الافتراضي يقودها راعي كنيسة كبيرة في ولاية بنسيلفانيا منذ عدة سنوات حتى الآن، ولكنها اكتسبت اهتمام وسائل الإعلام مؤخرًا بسبب جائحة فيروس كورونا.
قال بول إن الاعتماد الحالي للاقتصاد الاجتماعي والرأسمالي على الإنترنت فقط خلال جائحة فيروس كورونا، قد سلّط الضوء فقط على إخفاقات الإنترنت الحالية، وما يجب على “ميتافيرس” القيام به. تستمر المواقع الكبيرة مثل أمازون وفيسبوك وغوغل في السيطرة على النشاط عبر الإنترنت، كما تفعل خدمات البث الأكبر مثل يوتيوب ونتفليكس، لكن كل موقع يتطلب عضويته الخاصة وله أنظمة بيئية منفصلة.
يضيف بول: “في الوقت الحالي، يعمل العالم الرقمي بشكل أساسي كما لو أن كل مطعم وبار تذهب إليه يتطلب بطاقة هوية مختلفة، وله عملة مختلفة، ويتطلب قواعد اللباس الخاصة به وله وحداته الخاصة”.
الثورة الإلكترونية الرابعة
تُعدّ هذه التقنية ثورة رابعة في مجال الإلكترونيات بعد الحاسوب والإنترنت والهواتف الذكية، يقول الكثير من الخبراء إن هذا المشروع هو المستقبل الرقمي الحقيقي، مستقبل مليء بالتحديات والفرص، وسيغيّر الكثير من المفاهيم على عدة مستويات:
– الاقتصاد
ستحتاج الشركات إلى تحويل استراتيجيات التسويق الخاصة بها من عمليات شراء الإعلانات عبر الإنترنت إلى الموجودة في اقتصاد افتراضي مشترك، كما ستحتاج إلى إجراء أبحاث السوق على عملائها الجدد في “الميتافيرس”: كيف يتصرف الناس وما هي تفضيلاتهم هناك. يمكن أن تكون مختلفة تمامًا عن الطريقة التي يتصرفون بها وما الذي يتسوقون من أجله في الحياة الواقعية، أضف إلى ذلك خدمات الروبوت للمستهلك، حيث يكوّن المساعدون الافتراضيون والروبوتات علاقة مع المستهلك، ويبدأ كل شيء بأن يكون منطقيًّا.
– التسوق
التسوق عبر الإنترنت موجود في “الميتافيرس”، لكنه أكثر من مجرد تجربة رقمية للملابس التي يمكن للناس شراءها في الحياة الواقعية، حيث الموضة الافتراضية، “جلود” الأفاتار، والعقارات الافتراضية (الإسكان، السيارات.. إلخ) سيكون لها قيمتها الخاصة في هذا العالم، وسيتعيّن على الشركات تصميم علامات تجارية لأشخاص مختلفين في مراحل مختلفة من الثروة. قد يكون لدى الأشخاص الذين يستثمرون بكثافة في “الميتافيرس” أعمالهم وممتلكاتهم الخاصة، وبالتالي فرص شراكة مع شركات غير موجودة في الواقع المادي.
– الجانب الاجتماعي
مثل العالم الحقيقي، يجب أن يكون لدى منظمات الإدارة الجماعية وعي بالثقافة داخل ذلك العالم، يمكن أن يكون للملابس الرقمية أو بناء العالم أو التسويق تأثير حقيقي على العلامات التجارية. في ديسمبر/ كانون الأول 2019، تمَّ إصدار خيارات الملابس في لعبة GTA V التي بدت مشابهة لما كان يرتديه المتظاهرون في هونغ كونغ، حيث نزل لاعبون يرتدون زيَّ متظاهري هونغ كونغ إلى شوارع لوس سانتوس الخيالية، وقاموا مرتدين ملابس سوداء بقبّعات صفراء وأقنعة واقية من الغازات بأعمال شغب في اللعبة، ثم لاحظ ذلك اللاعبون الصينيون، ولبسوا شخصياتهم كشرطة، وقاوموا اللاعبين الذين كانوا يرتدون زي المتظاهرين.
في “الميتافيرس” لن يتجول الناس بشكل فردي، سيكون لديهم صداقات وعلاقات مع شخصيات غير قابلة للعب أو صور ثلاثية الأبعاد أو أشخاص آخرين، ما سيؤثِّر على قراراتهم. ستحتاج العلامات التجارية إلى الاستمرار في التكيُّف مع أنماط اللعب والتفاعل في العلاقات، لن يتمكن العملاء فقط من التحدث إلى العلامات التجارية مثل وسائل التواصل الاجتماعي، بل سيكونون قادرين على التفاعل معها في شكل ثلاثي الأبعاد.
تأثيرات كبيرة
من خلال إمكاناتها الهائلة، ستؤدي هذه التقنية إلى تأثيرات كبيرة لا بد أنها ستنعكس على الواقع الحقيقي بشكل من الأشكال، حيث إمكانية وجود عالم -حتى لو كان افتراضيًّا- يمكن فعل أي شي فيه، سيؤثِّر بشكل كبير على التصرفات الفردية، وسيطرح أسئلة عديدة حول نوع الحياة التي يمكن أن يعيشها جيل يعيش حياتَين منفصلتَين، إحداهما غير محكومة بقانون، والأخرى محكومة بقوانين العالم الواقعي. هناك أسئلة أخرى حول إمكانية استخدام هذه التقنيات من قبل العصابات المسلحة أو المتطرفة، وقدرة الجهات الرسمية على مراقبة الأنشطة الحاصلة هناك.
من المؤكد أن المشروع سيزيد سيطرة الشركات الخاصة على حياة المواطنين العاديين، فمنذ ظهور الإنترنت والهواتف الذكية والجهات الحكومية تفقد تأثيرها أكثر فأكثر لصالح القطاع الخاص، وقد أعادت جائحة كورونا الأمور إلى نصابها قليلًا في هذا الجانب، لكن في الجانب المقابل سيسرّع الفيروس اللجوء إلى البدائل الرقمية كأداة دائمة في الاقتصاد والتكنولوجيا، و”الميتافيرس” إحدى تلك الأدوات التي تعمل عليها الشركات بالفعل. فهل نشهد قريبًا عالمًا جديدًا لا حكومات فيه؟
كيف غيرت التكنولوجيا أساليب التجسس؟
في الماضي، كان نشاط التجسس يوجه نحو الحصول على معلومات سياسية وعسكرية فقط، لكن في عالم اليوم الذي تحركه التكنولوجيا، فإن متطلبات الاستخبارات في عدد من الدول باتت أوسع من ذي قبل، وتشمل الآن تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبحث العلمي والدفاع والطيران والإلكترونيات والعديد من المجالات الأخرى.
تاريخ التجسس في الدفاع
تُعدّ الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل المجتمعات البشرية منذ فجر الخليقة، فكانت تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعرفة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التي قد تشكل خطرًا يترصد به في المستقبل.
لذلك تنوعت طرق التجسس بدءًا من الاعتماد على الحواس المجردة والحيل البدائية والتقديرات التخمينية، وانتهاءً بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات.
وكان أقدم من لجأ إلى هذه الآلية هم جيوش الصين والهند، فقد استخدموا العملاء السريين وقاموا بالاغتيالات، كما نظم المصريون القدماء عمليات التجسس تنظيمًا دقيقًا ومثال ذلك الملك تحتمس الثالث فرعون مصر الذي نظم أول جهاز مخابرات عرفه العالم.
العبرانيون أيضًا استخدموا الجواسيس، وكان نظام الجواسيس سائدًا في الإمبراطوريات اليونانية والرومانية خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، واعتمد المغول اعتمادًا كبيرًا على التجسس في توغلهم في آسيا وأوروبا، وكانت اليابان غالبًا ما تستخدم النينجا لجمع المعلومات الاستخباراتية.
مهنة التجسس والمجتمع
تختلف ممارسة التجسس بين مجتمع وآخر حسب نوع الأعراف والتقاليد، فنراه على سبيل المثال سمة ثابتة عند اليابانيين، حتى إن الجار يتجسس على جاره بلا حرج، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال المخابرات خدمة نبيلة، في حين أن معظم شعوب العالم تستحقر هذه المهنة التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة لتؤدي مسؤولياتها، فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم، بل لا بد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها وتحقق أهدافها في المعترك الدولي.
أصبح جهاز المخابرات الضمان الأساسي للاستقلال الوطني، كما أن غياب جهاز مخابرات قوي يعني فشل القوات العسكرية في الحصول على إنذار سريع، كما أن اختراق الجواسيس لصفوف العدو يسهل هزيمته.
الاستخبارات والتجسس
تقوم الحرب الإلكترونية والتجسس الإلكتروني على أساس سرقة معلومات العدو أو الحصول على منفذ للتسلل إلى حواسيب العدو وأخذ معلوماته وكذلك تدمير نظم وحواسيب العدو وتعطيلها وتخريب أنظمتها.
تعتبر برامج الاختراق والتجسس الإلكتروني من نتائج الشركات المرتبطة بالاستخبارات العالمية المحترفة، وكذلك جميع ما ينتج من فيروسات لأغراض التدمير الإلكتروني هي الأخرى من نتاج الاستخبارات.
“إسرائيل” الأولى عالميًا في التجسس الإلكتروني
تعتبر “إسرائيل” الأولى عالميًا في عمليات التجسس الإلكتروني وتمتلك 27 شركة متخصصة في هذا المجال، والغريب أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين لا تمتلك مجتمعة هذا العدد.
حيث تمتلك “إسرائيل” وحدة 8200 لتنفيذ الحرب الإلكترونية والتجسس الإلكتروني، وعند تقاعد خبراء هذه الوحدة الفنية عالية التدريب يتم اجتذاب شخوصها إلى الشركات الإسرائيلية المختصة في هذا المجال لتدريبهم مجموعات جديدة.
أهم وأحدث أجهزة التجسس في الدفاع
تتنوع الأدوات والتقنيات المستخدمة لأغراض التجسس العسكري، وأهمها:
أقمار التجسس تغزو الفضاء
500 قمر صناعي عسكري تابع للدول العظمى تراقب الأرض لـ24 ساعة، أمريكا تمتلك 50 منها، تكلفتها ليست مرتفعة وأقصى فترة عمل لها سنة.
“قمرنا مدني وليس عسكريًا”هي عبارة ترددها العديد من الدول عند إطلاق أقمار صناعية لتوهم العالم بأن أغراض أقمارها مدنية وتستخدمها داخل حدودها ولن تتجسس بها على الدول الأخرى، لأن القوانين تحظر إطلاق أقمار صناعية عسكرية للتجسس في الفضاء.
إن قمر التجسس يستخدم في حالة الحروب بين الدول، حيث تستخدم بعض الدول أكثر من قمر في الوقت ذاته لمراقبة أعدائها على مدار 24 ساعة والتعرف على ما يمتلكون من إمكانات وما يعدون للحرب.
ساعة حائط
من أشهر أساليب التجسس هي ساعة الحائط حيث تحتوي على كاميرا مخفية وتعمل بتقنية 3G، مزودة ببطارية ذات عمر طويل.
يمكن الاتصال بها عبر شريحة مزودة بها والاستماع إلى التسجيلات، كما يمكن أن تستقبل رسائل نصية لتفعيل عملها وبدء التسجيل أو الإيقاف، وبها إمكانية التسجيل بشكل مباشر إلى ذاكرة تخزين SD ويمكن وضع ذاكرة بحجم 32 جيجا بايت.
كذلك يمكن بث تسجيل مباشر والاستقبال بواسطة هاتف android ومتابعة ما يجري. هناك الكثير من هذه الأجهزة مثل أجهزة على شكل قلم أو ساعة يد أو ميدالية مفتاح سيارة شبيهة بجهاز الريموت للسيارات وغيرها.
أجهزة البوليمرات
هذه الأجهزة مصنوعة من مادة من نوع خاص من “البوليمرات”، ابتكرها باحثون في الجمعية الكيميائية الأمريكية، يمكن أن تدمر نفسها ذاتيًا وتختفي من دون ترك أي أثر بعد أداء مهمتها السرية.
يمكن استخدامها لتصنيع أجهزة الاستشعار والتجسس الإلكترونية، تُلقى في أرض العدو للاستطلاع وتخزين المعلومات قبل تدمير نفسها والاختفاء كأنها لم تكن موجودة من الأساس.
هذه المادة لا تتحلل ببطء على مدار عام، مثل المواد البلاستيكية القابلة للتحلل، بل يختفي هذا “البوليمر” في لحظات عندما يتلقى أمر التدمير الذاتي.
ذبابة استخباراتية
هي ذبابة روبوتية عرضها 3 سنتيمترات فقط قادرة على الطيران والهبوط على أي جسم مع وجود نافذة صغيرة فيها لسحب عينة من الحمض النووي للشخص المستهدف أو إجراء مسح بالأشعة فوق البنفسجية له دون علمه.
كذلك هي مزودة بالكاميرات والميكروفونات التي تسمح بنقل الصوت والصورة بشكل حيّ ومُباشر مثل الذبابة المجندة درون (Drone).
قناديل بحر تجسسية
عبارة عن روبوت آلي مرتبط بمادة مطاطية مرتبطة بجزيئات مغناطيسية تسمح لها بالحركة أو السباحة، تقلد حركة قنديل البحر وتقوم بالتجسس البحري على حركة أساطيل العدو والملاحة والتقاط إشارات تحركهم وتوجههم.
تقنية البايو بت BioBot
يقصد بها الاستفادة مما هو موجود في الحياة الطبيعية وتطعيمه تقنيًا لتنفيذ مهام مختلفة يمكن للبشرية الاستفادة منها، ليخرج عن ذلك ما يُعرف بالأحياء الآلية “بايو بوت”، فهي كائنات حية مسيرة إلكترونيًا، أي أن أدمغتها مرتبطة بتقنيات وخوارزميات لتنفيذ مهام متنوعة منها:
الصرصار الجاسوس
“هوانغ ليانغ” (Hong Liang) باحثة في جامعة تكساس وقع اختيارها على الصراصير القادمة من أمريكا اللاتينية لكونها متوافرة بكثرة وأجسامها قادرة على التعافي بسرعة، إضافة لكونها كبيرة الحجم وبطيئة الحركة، وهذا يجعلها مناسبة لحمل حقيبة مزودة بتقنيات يمكن الاستفادة منها في أكثر من مجال تجسسي.
ومن هنا، فإن استخدامات الصرصار الآلي مُتعددة تبدأ من إطلاقه في حالات الطوارئ للوصول إلى المصابين المدفونين تحت الأنقاض على سبيل المثال، وصولًا إلى مخازن الأسلحة والمواد الممنوعة للتجسس على الحوارات التي تجري وشن حملات مداهمة بحق أصحابها، وفي أسوأ الحالات، قد تكون وسيلة فعالة لمراقبة المواطنين.
اليعسوب التجسسي
يستخدم اليعسوب في التجسس ويساعده بذلك وجود عضلات أسفل أجنحته مسؤولة عن تحريكه خلال الطيران.
باستخدام التيار الكهربائي يُمكن دفع اليعسوب إلى الطيران والهبوط أو حتى الاتجاه إلى اليمين أو اليسار في أثناء الطيران دون القلق من اختلال توازنه لأنها ستحافظ عليه دون مشاكل.
نظارات تجسس ذكية
هي نظارات ذكية مزودة بكاميرات للتعرف على هوية الأشخاص، فبمجرد النظر للشخص تظهر هويته التعريفية المسجلة، مرتبطة بقاعدة بيانات مخزنة في السحابة، وخلال أجزاء من الثانية يستلم مرتدو النظارة معلومات كاملة عن الشخص المطلوب، يرتديها رجال الشرطة في المطارات ومحطّات القطار.
سري للغاية
هناك الكثير من الأجهزة التجسسية، ولكن من يعتقد أن المؤسسات العسكرية سوف تتفاخر في العلن بأحدث تقنياتها مثل الشركات التقنية فهو مُخطئ، فهذا التفاخر يعني أن تلك التقنيات أصبحت جزءًا من الماضي وما خفي أعظم بكل تأكيد، لأن واقع المؤسسات وتحديدًا العسكرية، تصنف أي مشروع على أنه سري للغاية للاستفادة منه في المجالات العسكرية المختلفة ولن تُفصح عنه أبدًا.
وهذا يعني أن الأبحاث التي تطفو على السطح الآن قد تكون جزءًا بسيطًا جدًا من أبحاث أكبر تجري في المُختبرات لتكون جاهزة للتطبيق العسكري، وهذا ما ذكرته مُستندات “ويكيليكس” (WikiLeaks) التي أظهرت أجهزة مختلفة للتجسس، بعضها توقفت الوكالات الأمنية عن استخدامه، وبعضها الآخر بقي مستخدمًا حتى تسريب المستندات، لتلجأ تلك الهيئات لممارسات أخرى سيُكشف أمرها في تسريبات قادمة لا محالة.
أنواع مهمام التجسس
1- تجسس هجومي: من أجل التجسس على العدو من خلال اختراق منظومة حواسيبه ومواقعه الإلكترونية ومهاجمة شبكات العدو بالفيروسات والتخريب وتدمير منظوماته الإلكترونية.
2- تجسس رقابي: من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبة حركة الأموال ومراقبة إيميلات وحواسيب المشتبه بهم وحتى مراقبة حركة عجلات الشرطة والجيش ضمن منظومة GPS.
3- تجسس وقائي: لصد تجسس العدو وتحصين شبكة حواسيب الدولة والأجهزة الأمنية لحماية الشبكات من الفيروسات وأي محاولات تخريبية ويتمثل ذلك بالتحول الرقمي.
آفاق التجسس الإلكتروني وفوائده
يتيح التجسس الإلكتروني إمكانية التنصت والتصوير من خلال اختراق حواسيب المستهدفين أو هواتفهم ومن ثم تشغيل اللاقطة والكاميرا للجهاز، دون أن يشعر المستهدف وسرقة معلومات وبيانات الجهاز المستهدف، لذا يلصق البعض شريطًا على كاميرا اللابتوب خوفًا من أن يفعّلها الهاكرز.
يتيح التجسس الإلكتروني اختراق البث التليفزيوني وبث ما يريده العدو، ولعل ما فعله الحوثيون في اليمن باختراق إحدى القنوات الحكومية السعودية وبث فيلم عن حقائق الحرب من هذه القناة واسعة الانتشار خير دليل على ذلك، بل إن أحد الهاكرز استطاع عام 2006 أن يخترق منظومة الطائرات الأمريكية بدون طيار وهو جالس في بيته بتقنيات لم تكلفه أكثر من 35 دولارًا.
التجسس الإلكتروني يتيح اختراق ملفات العدو والعبث بها وسرقتها وتهديده ومن ثم تجنيده، فعند سرقة وتهكير ملفات العدو وخوفه من كشف سره يتحول إلى مصدر يمكن بعدها تجنيده بسرية.
وكذلك يتيح التجسس الإلكتروني تنظيم وإدارة شبكات تجسس وهمية وتنظيم وإدارة شبكة اختراق وتنظيم وإدارة شبكة استقراء وإحصاء واستبيان وتنظيم وإدارة شبكة للحرب النفسية والإشاعة وكشف الأهداف والخطط وتجنيد مقاتلين ونشر أخبار كاذبة.
تطبق أغلب الدول المتقدمة التجسس الإلكتروني على المواطنين والمشتبه بهم واستهداف هواتفهم وحواسيبهم وتضعهم تحت المراقبة التي تتباع مراسلاتهم ونشاطهم وجميع تحركاتهم.
الإنترنت عبر الأقمار الصناعية
يبدو أن كوكبة الأقمار الصناعية ستارلينك، للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على وشك البدء في تقديم خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن إيلون ماسك مشهور بشكل أكثر بكونه مالك شركة “تسلا موتورز” لصناعة السيارات الكهربائية، ومعروف برغبته في إرسال البشر إلى المريخ، إلا أن لديه المزيد من المشاريع قيد التطوير والانتشار لعل أبرزها مشروع ستارلينك، وهو عبارة عن كوكبة من الأقمار الصناعية التي ستكون قادرة على توفير الاتصال بالإنترنت في أي مكان في العالم.
يعد هذا المشروع مماثلا لخدمة الاتصال عبر الأقمار الصناعية المتوفرة حاليا في نوعية معينة من الهواتف بأسعار باهظة، لكن ما يميزه هو التكلفة المنخفضة التي سيدفعها المستخدم مقابل التمتع بهذه الخدمة. وبما أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الحالية ليست ذات مواصفات متقدمة للغاية على مستوى النطاق الترددي، يريد ماسك إنهاء ذلك عبر عمليات إطلاق أقمار إلى الفضاء. وقد شملت آخر عملية مجموعة تتكون من حوالي 60 قمرا صناعيا مع التخطيط للحصول على أكثر من 40 ألف قمر آخر.
لقد أثار إرسال هذه الكوكبة جدالا مع العلماء وعلماء الفلك لأن سطوع هذا العدد الهائل من الأقمار الصناعية يجعل رؤية السماء صعبة. لكنها البداية فقط. فعندما ينتهي المشروع، ستكون الكوكبة مكونة من عدد كبير من الأقمار الصناعية التي لم تشهد لها البشرية مثيلا حتى الآن. يفكر إيلون ماسك دائما إلى أبعد من ذلك، وهو ما تؤكده نجاحاته الأخيرة ومخططاته.
يبدو أن المشروع الذي مثل نقطة تحول إيجابية بالنسبة لإيلون ماسك في البداية لا علاقة له بما هو عليه اليوم. يعود تاريخ أول معلومات صادرة من ستارلينك إلى سنة 2015، وكانت فكرة المشروع تكمن في إطلاق حوالي أربعة آلاف قمر صناعي في مدار منخفض بالقرب من سطح الأرض. ولكن سرعان ما تقدم ماسك بطلب إلى السلطة المختصة حتى يزيد عدد الأقمار الصناعية إلى ما يقارب 42 ألف.
بالنسبة لعمليات الإطلاق، وقع استخدام الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام فالكون 9، وهو أحد المنتجات الرائدة في شركة تقنيات استكشاف الفضاء “سبيس إكس” التي أثبتت قدراتها في تأدية العديد من المهام. جرى إطلاق أول حزمة تتكون من 60 قمرا صناعيا في شهر أيار/ مايو 2019، ويخطط ماسك إلى تقليل الوتيرة تدريجيا في الوقت الذي يكتسب فيه الخبرة.
تعد آلية نشر الأقمار من الناحية التطبيقية أسهل بكثير مقارنة بتصميمها. يقوم فالكون 9 بإطلاق الأقمار الصناعية واحدا تلو الآخر بكل دقة سواء من حيث الوقت أو المكان أو السرعة، مما يلغي الحاجة إلى تجهيز المحركات في كل منها لتثبيتها في المدار. يقع المدار الذي جرى اختياره لستارلينك على بعد 440 كيلومتر فوق الأرض، وهي مسافة كافية حتى يجذب كوكب الأرض بعد سنوات الجهاز إلى مجاله ولا يظل متجولا في الفضاء الشاسع إلى الأبد.
وفقا لإيلون ماسك، يحتاج توفير اتصال إنترنت منخفض الجودة إلى حوالي 400 قمر صناعي في المدار، في حين أن 800 قمر آخر ستكون كافية لتوفير تغطية موثوقة ذات جودة متوسطة. حاليا وفي ظل عدم وجود بيانات رسمية، لدى ستارلينك حوالي 240 قمرا صناعيا في الخدمة وتتوقع أن تبدأ تقديم خدمة تجارية خلال هذه السنة في الولايات المتحدة وكندا.
كيف يعمل؟
يعتمد نظام ستارلينك على انتشار الموجات الكهرومغناطيسية في الفراغ، ما يجعلها أسرع من أي اتصال بالألياف البصرية الأرضية اليوم، وبالتحديد أسرع بنسبة 47 بالمئة، وذلك وفقا لدراسة أجرتها جامعة فلوريدا. لذلك، ستُستخدم للتخلص من أحد مساوئ الاتصال بالألياف البصرية الأرضية، التي تكمن في المسار الهائل الذي يجب أن تنتقل به معلوماتنا.
على الرغم من أن سر نجاح كوكبة ماسك يكمن في الارتفاع الذي تدور فيه أقمارها الصناعية، إلا أن أنظمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الحالية تقع في مدارات تقع على مسافة 35 ألف كيلومتر، والتأخير كبير جدا لدرجة أنه مفيد فقط لبعض الاتصالات التي لا تتطلب سرعة إنترنت كبيرة، وهو ما أكدته سبيس إكس.
من بين النقاط التي قد يكون فيها ستارلينك أساسيا هي الاتصالات عبر المحيطات حيث يكون كسب السرعة في الفضاء مقارنة بالألياف الضوئية ملحوظا. وفي حين أن المعلومة يجب أن تنتقل إلى القمر الصناعي، فمن المفترض أن تصل في وقت مبكر. سيحدث الشيء نفسه بالضبط في مناطق أخرى من العالم، حيث يكون من المستحيل (أو باهظ التكلفة) نشر بنية تحتية للألياف البصرية عبر سلاسل الجبال الكبيرة أو الصحاري أو في الأماكن المعزولة.
للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية الخاصة بإيلون ماسك، سيتعين علينا ببساطة الحصول على هوائي ستارلينك ترمينال في1، الذي ستوفره شركة سبيس إكس وسيقع ضبطه تلقائيا حسب مكان وجود ستارلينك. من جهة أخرى، وقع الإعلان عن أول إختبار لتشغيل ستارلينك من قبل إيلون ماسك على وجه السرعة على تويتر. وفي 22 تشرين الأول/ أكتوبر، نشر الرئيس التنفيذي للشركة أول تغريدة باستخدام الإنترنت التي توفرها ستارلينك، على ما يبدو.
مثّل ذلك الخطوة الأولى التي توضح مدى التزام الشركة الثابت بكوكبة الأقمار الصناعية الخاصة بها. وهناك شيء مشابه، لكن بأقل صخب إعلامي، يكمن بالأساس في المشاريع التي نفذتها منصة فيسبوك وغوغل أو التي يجري تنفيذها. من جهتها، كانت فيسبوك تطمح من خلال مشروع أكويلا إلى تصنيع واستخدام طائرات دون طيار في طبقة الستراتوسفير لتوفير اتصال بالإنترنت للمناطق النائية من العالم، المشروع الذي ألقي به في سلة المهملات لبدء العمل جنبا إلى جنب مع الشركة المصنعة إيرباص. ومنذ أن وقع إلغاء خططهم في سنة 2018 لم نسمع أي أخبار عنه.
في المقابل، يهدف رهان غوغل إلى استخدام البالونات لنشر شبكة إنترنت في أماكن بعيدة. وعلى عكس فيسبوك، تمكنت غوغل من استغلال مشروع لوون في كينيا تجاريا. بالإضافة إلى ذلك، نشرت بعض بالوناتها في بورتوريكو بعد إعصار ماريا في سنة 2017 الذي دمر جزءا من البنية التحتية للاتصال في البلاد.
المصدر: الإسبانيول